أيها الآباء فكروا جيداً قبل قرار الطلاق

مآسي أطفال الطلاق في شهادات حية : هاربة من قسوة الحياة تلجأ إلى بناء عالم بديل على ورق

هوايتي الوحيدة هي الرسم أو بمعنى أدق هي الشىء الوحيد الذي أهرب إليه من المشاكل والهموم التي
تحيط بي فأنا أنتهزأي فترة رأحة أقضيها بعد انتهاء اعمالي المنزلية في الجلوس الى مكتبي الصغير المتواضع حيث أرسم وردة أو عروسة
وأجب رسمو الى قلبي هي رسمة نقلتها من احد المجلات تعتبر عن أسره سعيده متكاملة أب وأم وأبنائهما

بهذه الكلمات البسيطة المليئه بالأحلام بدأت شيماء أحمد -10 سنوات من قرية في مدينة الزقازيق محافضة الشرقيه
في مصر - كلامها وعندما سألناها لماذا تهربين؟وبماذا تحلمين؟أجابت وكانها فتاة في العشرين من عمرها:أهرب
من ظروفنا القاسية سواء المادية أو المعنويه فمنذ انفصال أبي عن أمي منذ 5 سنوات وأنا أعيش في هموم متواصلة
فوالدتي رغم عملها موظفة في وزارة الزراعه إلا ان راتبها لا يكفينا أنا وإخوتي ولذلك أحاول ان أساعدها بقدر
استطاعتي بأن أحمل عنها عبء اعمال المنزل من نظافة وغسيل وترتيب فأنا أعلم أنها بعد عودتها من الشغل تكون
متعبه ويكفيها هم عملها فلا أريد أن أزيد أنا من همومها أيضاً. وسألنها : لماذا انفصل والدك عن والدتك؟وهل يسأل عنكم
أويساعدكم؟فأجابت:والدي كان عاملاً بسيطاً في احد ورش الخراطة ولا أعرف السبب الحقيقي الذي حدث من أجله الطلاق
ولكني أتذكر انه كان يتشاجر كثيراً مع أمي بسبب مصروف البيت وكان أحياناً يعتدي عليها وبالضرب وعندها تم الطلاق
حاول والدي ان ياخذنا للعيش معه أنا واخوتي -عماد أكبر مني بعامين وسعد عمره حالياً7 سنوات تقريباً-ولكنه كان
قاسياً وكثيراً ما كنت أهرب وأعود الى منزل أمي وكان يأتي ليأخذني وكنت بسبب هذا الهروب أتلقى منه علقة ساخنة
وتشرد شيماء قليلاً وتقول:ولكن توقف والدي عن ضربي بعد هروبي من المنزل والذهاب الى أمي وذلك بعد ان تزوج!
وعندها سألناها:لماذالا نرى إلا أخيك الصغر سعد؟ انخرطت شيماء في بكاء حار وقالت:للأسف منذ عامين اختفى أخي
الكبير عماد هرب من قسوة الحياة وقبل ان نسألها: كيف؟ أكملت :كان أخي عماد يعمل في الورشة مع أبي منذ صغره
وبعد طلاق أبي وأمي واثناء فترة عيشنا مع أبي كان عماد مستمراً في العمل معه ولكن بعد سفر والدي
واختفائه انقطع عماد عن الذهاب للورشة كان يقول لي :لا أعرف كيف أعيش وسط بقية العمال هناك
بعد ان عرفوا ان والدي استغنى عنا وهرب مع زوجته الجديده وكان أخي يتحدث عن رغبته في الذهاب
الى القاهرة والعمل هناك حيث يعتقد ان بإمكانه تكوين مساعدة حقيقيه ولا أزال اتذكر اليوم الأخير قبل
اختفائه حيث جلس معي أنا وأخي سعد ولعب معنا كثيراً على غير عادته وقبلنا وامي قبل ان ننام وفي
الصباح لم نجده نائماً بجوارنا جن جنون أمي وبحثت عنه في كل مكان وابلغت الشرطه عن اختفائه
ولكن أعرف انه في القاهرة ولكن أين تحديداً لا ادري وانخرطت مرة أخرى في بكاء مرير.